بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يكن يعلم، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَعَلَى آلِهِ الطِّيبِينَ، وصحابته الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

يا طالب العِلمِ لا تَبْغِي به بَـدَلاً * فقَـدْ ظَفـرْتَ ورَبِّ اللَّوْحِ والْقَلَم

وقَدِّسِ العِلمَ واعْـرِفْ قَدْرَ حُرْمَتِهِ * فِـي القَـوْلِ والفِعْلِ والآدابَ فَالْتَزِم

واجْهَـدْ بِعَزْمٍ قَـوِيٍّ لا انْثِنَاءَ لَهُ * لَـوْ يَعْلَـمُ الْمَـرْءُ قَدْرَ العِلْمِ لَمْ يَنَمِ

والنُّصْحُ فابْـذُلْهُ لِلطُّلابِ مُحْتَسِبًا * فـي السّـِرِّ والْجَهْرِ والأُسْتاذَ فَاحْتَرِمِ

ومَرْحَبًا قُلْ لِمَـنْ يَأتِيكَ يَطْلُبُهُ * وفِيهِمِ احْفَـظْ وَصايَا الْمُصْطَفَى هِمِ

والنِّيَّةَ اجْعَلْ لِـوَجْهِ اللهِ خالصَةً *** إنَّ البِناءَ بـدونِ الأصْلِ لَمْ يَقُمِ

أَمَّا بَعْدُ:

فيُسعدني ويشرفني أن أقوم برسالتي عميداً لكلية الآداب بالجامعة الأسمرية الإسلامية، هذه الكلية العريقة الأم، كما يسعدني أيضا أن أبذل ما أستطيعه لتطويرِ الكلية والرفع من مكانتها؛ لتقوم بدورها الرائد والإيجابي كمؤسسة علمية تعليمية؛ هدفها وغايتها تخريجِ الكوادر المؤهلة علميًّا، للقيام بدورها في بناءِ العقولِ بناء علميا.

وفريق كليةُ الآداب مُسخَّر كله لخدمة الطلاب والطالبات خاصة، والمجتمعِ عامة، والكلية سبّاقة دوما في تقديم الأفضل، وذلك من خلال برامجها في كثير من التخصصات العلمية لدرجة الليسانس، ودرجة الماجستير.

إن الطالب من أهم محاور العملية التعليمية، وهو الثمرة المنشودة منها، والهدف من إعداده هو مواجهة الحياة وتحدياتها في الحاضر والمستقبل، وهو الهدف الأسمى الذي تسعى إلى بنائه كل الكليات ومن بينها كلية الآداب، التي أخذت على عاتقها منذ إنشائها إعداد الخريجين الجيدين والمتميزين، القادرين على حمل رسالة العلم والعمل، المزودين بخبرات عملية، وسلوكيات إيجابية، وكل ذلك بتقديم تعليم عالي الجودة، وفقا لمعايير عالمية، وتطوير لمستوى الخدمات الأكاديمية المقدمة للطلاب.

ومن المعلوم أنه لم تعد الدراسة مجرد مقررات لابد أن يدرسها الطالب؛ بل هي عطاء مستمر ومتجدد. وهي نشر للمعرفة الأكاديمية، وبناء للإنسان المبدع، وتحسين للبرامج العلمية والأكاديمية، والعمل على تطويرها، بما يتوافق مع حاجة سوق العمل.

وتسعى كلية الآداب دوما في هذا المضمار إلى تأسيس علاقة تكاملية بينها وبين مؤسسات المجتمع المختلفة، بما يحقق التوازن بين حاجات المجتمع من الخريجين من جهة، ومخرجات العملية التعليمية من جهة أخرى، فالتعاون بين الجامعات ومؤسسات المجتمع من أهم وأوثق عرى التواصل والبناء.

والله ولي التوفيق والسداد

                                                                             د. أنور عبد السلام عصمان

                                                                               عميد كلية الآداب

dean.arts@asmarya.edu.ly