“التأريخ للوطن” محاضرة علمية بقسم التاريخ والحضارة الإسلامية

نظّم قسم التاريخ والحضارة الإسلامية صباح يوم الخميس الموافق 4 ديسمبر 2025م محاضرة علمية بعنوان “التأريخ للوطن: محاولات للتنظير المنهجي” قدّمها الدكتور إدريس حمودة، عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ والحضارة الإسلامية، وذلك ضمن أنشطة القسم الهادفة إلى تعزيز البحث التاريخي وترسيخ مناهجه الحديثة.

استهلّ الدكتور المحاضرة بمقدمة تناول فيها إشكالية الموضوع، وفرضياته، وأهدافه، وأهميته، ومنهجيته، وحدوده العلمية، مبيناً أن التأريخ للوطن ليس مجرد سردٍ للأحداث، بل هو ممارسة منهجية تحتاج إلى إعادة نظر مستمرة.

انتقل المحاضر بعد ذلك إلى مفهوم الوطن والتأريخ له، موضحاً تطوّر هذا المفهوم عبر الأزمنة، وكيف تشكّلت صورته في الوعي الجمعي، وأثر ذلك على كتابة التاريخ الوطني.

وتطرّق الدكتور حمودة إلى منهجية التأريخ الليبي وإشكالية التقليد، مشيراً إلى  عدد من الإشكالات المرتبطة بمناهج كتابة التاريخ في السياق الليبي، وما يرتبط بها من تأثيرات خارجية وتراكمات قديمة، مؤكداً أهمية مراجعة الأدوات والمنطلقات العلمية التي يعتمد عليها الباحثون عند صياغة السرديات الوطنية، والسعي إلى بناء رؤية أكثر اتساقاً مع الواقع المحلي وطبيعته المتفردة.

وفي محور آخر، ناقش المحاضر سؤالاً إشكالياً مهمّاً: “هل التاريخ من صنع الأفراد؟” مستعرضاً نموذج الباحث السعداوي في قراءة نقدية تبرز دور الأفراد في صياغة السرديات التاريخية، وحدود هذا الدور في مقابل تأثير البُنى الاجتماعية والسياسية.

واختُتمت المحاضرة بجملة من الاستنتاجات والتوصيات، مع الإشارة إلى أهم المراجع التي بُني عليها البحث، وسط تفاعل الحضور وأسئلتهم التي أثرت النقاش وأغنته.